المخاطر المرتبطة بالمياه تتصدر الكوارث المشهودة في السنوات الخمسين الماضية

22 تموز/ يوليو 2021

Water-related hazards dominate the list of disasters in terms of both the human and economic toll over the past 50 years, according to a comprehensive analysis by the World Meteorological Organization (WMO).

جنيف، 23 تموز/ يوليو 2021 (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)) - يشير تحليل شامل أجرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إلى أن المخاطر المرتبطة بالمياه تتصدر قائمة الكوارث المشهودة خلال الخمسين عاماً الماضية من حيث الخسائر البشرية والاقتصادية.

فمن بين أهم عشر كوارث مشهودة، كانت الظواهر التي أدت إلى أكبر خسائر بشرية خلال هذه الفترة هي الجفاف (650 000 حالة وفاة)، والعواصف (577 232 حالة وفاة)، والفيضانات (58 700 حالة وفاة) ودرجة الحرارة المتطرفة (55 736 حالة وفاة)، وفقاً لأطلس المنظمة (WMO) للوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن ظواهر الطقس والمناخ والماء المتطرفة (2019-1970)، الذي سيصدر قريباً.

ومن حيث الخسائر الاقتصادية، تشمل أهم عشر ظواهر العواصف (521 مليار دولار أمريكي) والفيضانات (115 مليار دولار أمريكي)، وفقاً لمقتطفات من الأطلس، الذي سيصدر في أيلول/ سبتمبر.

وتبين مقتطفات من الأطلس أن الفيضانات والعواصف قد كبّدت أوروبا أكبر خسائر اقتصادية خلال الخمسين عاماً الماضية، بتكلفة بلغت 377.5 مليار دولار أمريكي. فقد تسبب فيضان عام 2002 في ألمانيا في خسائر بلغت 16.48 مليار دولار أمريكي، وكان أهم ظاهرة من حيث الكلفة في أوروبا بين عامي 1970 و2019. بيد أن موجات الحر هي الأعلى تكلفة من حيث الخسائر في الأرواح.

وتشير البيانات إلى أن أخطار الطقس والمناخ والماء قد شكلت على مدى الخمسين عاماً الماضية 50 في المائة من جميع الكوارث (بما في ذلك المخاطر التكنولوجية)، و45 في المائة من جميع الوفيات المبلغ عنها، و74 في المائة من جميع الخسائر الاقتصادية المبلغ عنها على الصعيد العالمي.

تغير المناخ

أعلن البروفيسور بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة (WMO)، أن "المخاطر المتصلة بالطقس والمناخ والماء تتزايد من حيث وتيرتها وشدتها نتيجة لتغير المناخ. فقد تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة التي هطلت على وسط أوروبا والصين في الاسبوع الماضي، في خسائر في الأرواح وخسائر اقتصادية مأسوية."

وأشار البروفيسور تالاس إلى أن" موجات الحر الأخيرة التي حطمت الأرقام القياسية في أمريكا الشمالية ترتبط بوضوح بالاحترار العالمي"، مستشهداً بتحليل سريع لعزو تلك الظواهر مفاده أن تغير المناخ، الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد زاد من احتمالات حدوث موجات الحر بمقدار 150 مِثلاً على الأقل.

غير أن نوبات الأمطار الغزيرة تحمل بشكل متزايد بصمة تغير المناخ. فمع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي تزداد الرطوبة فيه، مما يعني زيادة المطر خلال العواصف، مما يزيد من فرص حدوث فيضانات".

وواصل حديثه قائلاً "ليس من البلدان - المتقدمة والنامية على السواء - بلد محصن ضد هذه الظواهر. فتغير المناخ أصبح واقعاً ملموساً وحالياً. ومن الضروري زيادة الاستثمار في التكيف مع تغير المناخ، ومن أشكال هذا الاستثمار تعزيز نظم الإنذار المبكر بالمخاطر المتعددة.

والمياه هي الوسيلة الرئيسية التي نشعر من خلالها بآثار تغير المناخ. ومن أجل التصدي بفعالية لتحديات كل من الماء والمناخ، يجب التعامل مع تغير المناخ والماء من منظور واحد - في مضمار واحد، أي التصدي لهما كمسألة واحدة. وواصل البروفيسور تالاس: لهذا السبب تقود المنظمة (WMO) تحالفاً جديداً للمياه والمناخ، مؤلفاً من جهات فاعلة من قطاعات متعددة، تحت قيادة رفيعة المستوى، ويركز هذا التحالف على العمل المتكامل في مجال الماء والمناخ.

ظواهر الأمطار المتطرفة

أشارت هيئة الارصاد الجوية الوطنية الألمانية (DWD) إلى أنه قد سقط في يومين (14 و15 تموز/ يوليو) كميات من الأمطار يصل مقدراها إلى ما يسقط خلال شهرين على تربة كانت بالفعل قريبة من التشبع في المناطق الأكثر تضرراً في ألمانيا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ. كما تعرضت سويسرا والنمسا لفيضانات شديدة.

ووفقاً للهيئة (DWD)، سقط في 24 ساعة، بين يومي 14 و15 تموز/ يوليو، ما بين 100 إلى 150 ملم من الأمطار. وسجلت محطة الطقس في مدينة Wipperfuerth-Gardeweg (ولاية شمال الراين‑ستفاليا) التابعة للهيئة (DWD) 162 ملم من الأمطار، وتلتها محطة Cologne-Stammheim (ولاية شمال الراين‑ستفاليا) إذ سجلت 160 ملم، فمحطة Kall-Sistig (ولاية شمال الراين‑ستفاليا) التي سجلت 152 ملم، فمحطة Wuppertal-Buchenhofen (ولاية شمال الراين‑ستفاليا) التي سجلت 151 ملم. وأصدرت الهيئة (DWD) إنذارات مبكرة سريعة ودقيقة.

وسقط في أجزاء من مقاطعة خنان بوسط الصين خلال الفترة 21-17 تموز/ يوليو كمية تراكمية من الأمطار تتجاوز المتوسط السنوي. فسجلت المحطة الوطنية لرصد الأرصاد الجوية في تشنغتشو 720 ملم من الأمطار – مقارنة بالمتوسط السنوي البالغ 641 ملم.

وسقط في مدينة تشنغتشو، عاصمة مقاطعة خنان، في غضون ست ساعات ما يعادل نصف كمية الأمطار السنوية. وبلغت كمية الأمطار التي هطلت على مدار 6 ساعات 382 ملم، فيما تجاوزت كمية الأمطار التي هطلت في تشنغتشو لمدة ساعة واحدة، من الساعة 16:00 إلى الساعة 17:00 من يوم 20 تموز/يوليو، 200 ملم.

وسجلت أكثر من 600 محطة كميات من الأمطار تزيد على 250 ملم. وبلغ الحد الأقصى لهطول الأمطار 728 ملم. وشرع مرفق الارصاد الجوية بمقاطعة خنان في تطبيق إجراءات أعلى مستوى من مستويات التصدي للتعامل مع الفيضانات.

ويشير عدد متزايد من الدراسات إلى التأثير البشري على احتمالات ظواهر الأمطار المتطرفة. ومن أمثلة ذلك هطول أمطار متطرفة في شرقي الصين في حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو 2016، حيث وجد أن التأثير البشري قد زاد بشكل كبير من احتمال وقوع الظاهرة، فيما أُشير بشكل أقل وضوحاً إلى هذا الاحتمال في دراسة ثالثة أجريت عن طريق استعراض الأقران، ونُشرت في الملحق السنوي لنشرة الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية.

الاتجاهات الأوروبية

على الرغم من المأساة المستمرة، فإن عدد حالات الوفاة الناجمة عن الطقس المتطرف آخذ في الانخفاض بشكل عام بسبب تحسن الإنذارات المبكرة وتحسين إدارة الكوارث. وكان ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن موجات الحر في أوروبا في عامي 2003 و2010 إيذاناً بخطط عمل جديدة وإنذارات مبكرة تتعلق بالصحة - الحر، كان لها الفضل في إنقاذ عدد كبير من الأرواح في العقد الأخير.

وفي أوروبا إجمالاً، بلغ مجموع الكوارث المسجلة 1672، أسفرت عن 159 438 حالة وفاة وعن خسائر اقتصادية قدرها 476.5 مليار دولار أمريكي في الفترة 2019-1970. ولئن كانت الفيضانات (38 في المائة) والعواصف (32 في المائة) تشكلان السبب الأساسي في الكوارث المسجلة، فإن درجات الحرارة المتطرفة مسؤولة عن أكبر عدد من الوفيات (93 في المائة)، أي ما يمثل 148 109 حالات وفاة على مدى السنوات الخمسين الماضية.

ويشير الأطلس، الذي سيصدر قريباً، في أحد فصوله إلى أن موجتي الحر الشديدتين في عامي 2003 و2010 مسؤولتان عن أكبر عدد من الوفيات (80 في المائة)، أي ما يمثل 127 946 حالة وفاة. وتمثل هاتان الظاهرتان انحرافاً عن الإحصاءات المتعلقة بعدد الوفيات في أوروبا. فكانت موجة الحر في عام 2003 مسؤولة عن نصف الوفيات في أوروبا (45 في المائة)، والتي بلغ مجموعها 72 210 حالات وفاة داخل البلدان الخمس عشرة المتضررة.

وفي أوروبا، يبين توزيع الكوارث حسب المخاطر أن الفيضانات النهرية (22 في المائة) والعواصف العامة (14 في المائة) والفيضانات العامة (10 في المائة) هي الأكثر انتشاراً في أوروبا.

أطلس المنظمة (WMO) للوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن ظواهر الطقس والمناخ والماء المتطرفة (2019-1970) (يسمى فيما بعد الأطلس)، سيصدر قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر. ويستند الأطلس إلى قاعدة البيانات (EM-DAT) التي يحتفظ بها المركز (CRED). وهو واحد من سلسلة المبادرات التي تتخذ زمامها المنظمة (WMO) لتزويد صناع القرار بمعلومات علمية عن ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة وحالة المناخ العالمي.

يشير المختصر TC إلى الكوارث الناجمة عن أعاصير مدارية

    شارك: