الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: دورنا يتجاوز مجرد التنبؤ بالأحوال الجوية

22 آذار/ مارس 2025

يسلط اليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يصادف 23 آذار/ مارس من كل عام، الضوءَ على التقدم المحرز - والثغرات القائمة - في مجال التنبؤات ونظم الإنذار المبكر المنقذة للأرواح، والتي تُعدّ حيوية لتحقيق الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى العالم في عصر يتسم بتغيرات متسارعة.

ويصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) كوكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، ومعنية بالإشراف على التبادل المجاني وغير المقيد للبيانات والمنتجات والخدمات التي تدعم اتخاذ القرارات بشأن مختلف مناحي الحياة بدءاً من الأنشطة الترفيهية اليومية مروراً بزراعة المحاصيل الموسمية ووصولاً إلى استثمارات البنية التحتية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

وقالت البروفيسورة سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "لا يجب اختزال دورنا في التنبؤ بالأحوال الجوية فحسب"، وأكدت أن "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تجعل العالم أكثر أمناً وأماناً وازدهاراً."

وعبر تاريخ المنظمة، لم تكن الحاجة أمس منها اليوم إلى تسخير العلوم وتحويلها إلى إجراءات على أرض الواقع بما يعود بالخير على العالم.

وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مؤخراً أن عام 2024 كان العام الأحرّ على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة. ويتسارع احترار المحيطات وارتفاع مستوى سطح البحر. ويهدد تراجع الأنهار الجليدية وذوبان الجليد بإحداث تغيرات طويلة المدى. ويصاحب ذلك ظواهر مناخية أكثر تطرفاً مثل الأعاصير المدارية التي تزداد شدتها بسرعة عقب تشكُّلها، والأمطار المدمرة، وعرام العواصف، والفيضانات، وموجات الجفاف المميت، وحرائق الغابات.

قال الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش في كلمته التي ألقاها بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية لعام 2025 "يجيء موضوع اليوم العالمي للأرصاد الجوية هذا العام - معاً لسد الفجوة في نظم الإنذار المبكر - ليذكرنا في هذا الواقع المناخي الجديد بأن نظم الإنذار المبكر ليست ترفاً. بل إنها من الضروريات ومن الاستثمارات السليمة التي يناهز عائدها عشرة أضعاف."

وأضاف: "ومع ذلك، لا تزال نصف دول العالم تقريباً تنقصها هذه النظم التي تنقذ الأرواح. وإنه لأمر مخزٍ أن يحدث في العصر الرقمي فقدانٌ للأرواح وسبل العيش بسبب عدم تمكن الناس من الانتفاع بنظم فعالة للإنذار المبكر."

ويُحتفل باليوم العالمي للأرصاد الجوية في 23 آذار/ مارس من كل عام، ويُسلّط هذا اليوم الضوءَ على الإسهامات الجوهرية التي تقدمها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) للمجتمع في سبيل بناء عالم أكثر أماناً وقدرة على الصمود.

وقالت البروفيسورة سيليستى ساولو بهذه المناسبة: "العاملون في المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا مثلهم مثل الأطباء وطواقم التمريض – يعملون بدأبٍ على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون كلل أو ملل لحماية وتعزيز رفاهية الناس".

وأضافت قائلة: "وطيلة السنوات الخمس والسبعين الماضية، أسهمنا في الاقتصاد العالمي بقيمة مضافة بلغت مليارات الدولارات. ووفرنا مليارات كثيرة أخرى عندما جنَّبنا العالم خسائر اقتصادية كانت ستحدث بسبب الأخطار المتعلقة بالطقس والمناخ والماء. وأنقذنا مئات الآلاف من الأرواح".
 

World Meteorological Organization poster: "Science for Action to save lives and livelihoods," featuring interconnected images of people managing weather-related tasks and technology.
الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

أوجه التقدم والثغرات

في كل دقيقة على مدار اليوم، تتدفق البيانات من محطات الرصد والمراقبة في جميع أنحاء العالم إلى مراكز التنبؤ بالطقس. وتُجرى ملايين القياسات الفردية – سواء من المحطات الأرضية، أو مناطيد الرصد الجوي، أو المحطات العائمة في المحيطات، أو السفن، أو الأقمار الصناعية، أو الطائرات - وما إلى ذلك.

وبدون المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ودورها التنسيقي في هذا الشأن وشبكتها الموحدة، كان على كل بلد أن يواجه بمفرده مهمة مستحيلة لجمع البيانات العالمية.

ورغم التقدّم الكبير في قدرات التنبؤ، لا تزال هناك فجوات في شبكات الرصد، ودقة التنبؤ، والوصول إلى البيانات المناخية والهيدرولوجية العالية الجودة.

إن تعزيز المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في الدول النامية ليس أمراً حيوياً للتكيف مع المناخ فحسب، بل إنه ضروري أيضاً لتعزيز القدرة على الصمود ولتحقيق الأمن والاستقرار الاقتصادي على مستوى العالم.